الأربعاء، 23 أبريل 2008

عمت صباحاّ أيها الضمير .. ماأطول مانمت.؟


عمتَ صباحاً أيها الضمير .. ما أطول ما نمت


كل يوم .. يموت إنسان وإنسان .. ويولد ألف طفل


كل يوم نشتري ملابس وفساتين للطفل القادم .. وآخرون يعدون كفناً لراحل


كل يوم نضحك ونحتفل .. وآخرون يبكون ويتقبلون التعازي في فقيدهم


والحياة تستمر....



يولد الإنسان باكيا والناس يضحكون من حوله


تتلقفه الأيدي .. تحنو عليه وتربيه وينشأ وينمو .. ثم يموت


يموت ونفس الأشخاص الذين ضحكوا بالأمس لقدومه .. هم نفسهم اليوم يبكون رحيله


والحياة تستمر..


يخوض معارك الحياة بضراوتها..وقسوتها


ويعيش لذات الأيام بمختلف أشكالها وصورها


يتخاصم مع هذا .. ويهجر ذاك..


يودع صديقا .. ويفارق حبيباً .. ويتعرف على آخرون وآخرون


والحياة تستمر..


يكبر .. وينسى من رحلوا عنه ومن ماتوا .. ينسى أولئك الذين دفنهم بيديه


ويمشي في زحمة الدنيا على دروب لا يعلم منتهاها


يشهد ماسي الآخرين .. يشاركهم أفراحهم .. يختلط معهم


والحياة تستمر..


يكبر .. وينمو عقله .. تزداد تجاربه وخبراته .. ينسى معظمها .. ويغفل عن بعضها


ويستفيد من البعض القليل المتبقي منها


يتزوج .. ينجب أطفالا .. يربيهم .. وهم يكبرون .. ويصبحون أكثر طولا منه


والحياة تستمر..


وفي خضم هذه الدائرة التي نسميها حياة .. ينسى الإنسان لماذا خُلق


وهل من أجل هذه الحياة قد خُلق


يقف قليلا .. يتأمل حاله .. يتذكر ماضيه .. يسترجع أيامه


ليكتشف أنه نسي في زحمة ذلك الطريق شيئا من ممتلكاته


فقد صاحبا مخلصا .. وودع في إحدى المحطات أخا وفياَ


في لحظة حزن جارفة .. تحاصره نفسه


تسائله / أكنت تمشي دون هدف ؟؟


يأخذ نفساً طويلا .. يراجع حساباته .. ليرى أنه فقد الكثير


وأنه مازال يفقد ويفقد .. ثم يعترف : الحيـــاة ستزول!!


هذه المرة : الحياة ستزول



تماما كما زال هؤلاء .. وستنتهي تماما كما انتهى أولئك الأحبة


الأحبة .. أولئك الذين رحلوا .. وأولئك الذي فقدتهم


ترى كم من الأشياء المهمة فقدتها أيضاً


أسمع تثاؤباً بداخلي .. ترى من هذا النائم الذي تذكر اليوم أن يصحو ...


هو ضميري إذن!


عمتَ صباحاً أيها الضمير .. ما أطول ما نمت


أكان يجب علي أن أخسر وأفقد وأودع وأنسى كلللللل هذه الأشياء من أجل أن تصحو..؟



لم جرحتُ من جرحت ؟ لم ظلمتُ من ظلمت ؟


لم قسوت؟ لم تكبرت؟ لم خدعت وسرقت ودست على كل من حولي بدعوى أن الحياة تستمر؟



أوه .. عذراً .. كنتَ أنتَ نائماً وقتها ثلاثون أم خمس وثلاثون أم أربعون تلك التي سأكملها بداية هذا العام ..؟



ترى كم من الفرص ضيعت .. وكم من دروب الرذيلة قد سلكت ؟؟



أين كان عقلي وقتها؟؟



مرة أخرى أعتذر ... كنتَ تغط في سبات عميق يا ضميري


لكن ألم يكن هناك( منبه ) أو ( جرس ) أو يد توقظ



نعم .. كان يوجد


كنتَ أسمع ( منبه ) قوي يقول:


( ألم يأن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )


وكان ( رنينه ) لا ينقطع .. لكنك لم تستيقظ



سهرت كثيرا يا ضميري من أجل حسابات دنيا وتفاهات بشر


سهرتَ كثيراً .. ونمتَ أكثر


كان هناك ( جرس ) و( ساعة ) مؤقتة لتصحو ولكنك لم تفعل


واليوم عرفت:


الحياة لن تستمر..


لو كانت هكذا .. لاستمر أبي ولم يمت


لو كانت هكذا .. لاستمر صديقي ولم يرحل


لابد أن هناك نهاية .. وأن الحياة بالتأكيد ستزول


أكنتَ تنتظر حتى أنتهي أنا لتكتشف أن الحياة الدنيا ستنتهي ..؟


لا تتكلم .. أعرف .. كنتَ نائما يومها ..؟


ضاع مني الكثير في طرقات الدنيا ومحطاتها


وأولئك الذين أخطأت في حقهم .. أين سأبحث عنهم ليسامحوني


أولئك الذين ظلمتهم .. أين سأسافر لهم ليعفوني



وأنا .. كيف سأسامح نفسي .. وكيف سأغفر لها وقتاً من العمر ولى دون عودة



هناك كلمة كتبتها ولكني ندمت .. فأي نوع من ( المساحات ) سيمحيها


أتذكر جملة قلتها .. لا بل أكثر .. أي صدأ هذا الذي سيجعلها طي النسيان



لم أنسَ أخطائي وذنوبي أنا .. فكيف سينساها علام الغيوب


( عن اليمين وعن الشمال قعيد )


سجلا كل كلمة .. كل هفوة .. كل زلة .. كل ( تفاصيل ) العمر لحظةً لحظة..


ثم أين ما ضحيتُ من أجله ,, أين هو..؟


ســـراب .. هو سراب لا محالة..


متشعبة هي الطرق التي سلكتها .. فهل من دليل


لعلني ألتقط بعضا من ( الدقائق ) أو أشتري ( لحظة ) حياة حقيقية


لكنها كانت موجودة .. وكنت أستثقل مرورها..


كانت أمامي وكنت لا أراها..


كان كل شيء بيدي .. واليوم أحثوه ترابا على وجهي ..؟


كيف حصل هذا ..؟

الأحد، 13 أبريل 2008

الاستعداد للاستبداد


استعد ..... إنك محاصر


من جميع النواحي محاصر


لا تتنفس .... ولا تعبر ..... ولا تناقش


أسكت


فالسكوت عن الظلم من حديدعفواً ..... من ذهب


أ حذرك ...


إن قلت كلمتك ستسجن


وإن أبديت برأيك سوف تتهم


وإن كتبت مقالة سوف ترمى بالخيانة


سر في الطريق وحدك صامتاً


بل الأسلم أن تختبئ


لأنهم يبحثون عنك .... وسجونهم بشغف تنتظرك


وسياطهم جاهزة لتداعب جسدك ...


فلهذا اختبئ ...


كما تختبئ السحالي في جحورها


عفواً ....


كما تختبئ الفئران في جحورها


عفواً مرة أخرى ...


فلقد خانني التعبير مراراً


كما تختبئ الأسود ........ الأسود


وهل تختبئ الأسود ؟؟


صاحبي ... يقال .. إن قلت كلمتك ستموت


وإن لم تقلها ستموت.... ليس من الموت مفر


فلهذا قل كلمتك .... وارضي ضميرك وتوكل على الذي خلقك .....


وهو الذي يحفظك ويضاعف لك في أجرك ...


فقلها بأعلى صوتك ....


وأقهر الظلم ...


واستعد للاستبداد وكن شامخاً أمامه.....


وأجعله يتصاغر من شموخك


والساكت عن الحق شيطان أخرس .

الثلاثاء، 1 أبريل 2008

مجرد احســـــــــــــــــــــااااااااااس


في حياتنا الكثير من الوجوه ؛؛


و في قلوبنا الكثيرمن الأحاسيس؛؛


و لكل وجه في داخلنا ؛؛ إحساس و حكايه ومعنى وقصة؛؛


هناك قلوب تحكمنا


وهناك قلوب نحكمها؛


؛هناك صدق؛؛

وهناك؛؛ زيف وخداع؛؛


وهناك تفاؤل


وهناك أمل

وما اضيق العيش لولا فسحة الأمل ؛


؛وهناك رموز؛؛ نحبها ونحترمها؛؛


وهناك رموز تحترمنا وتحبنا


البعض نحبهم لكن لا نقترب منهم لأن الأقتراب ممنوع او قد يكون خطرفهم في البُعد أحلى و هم في البعُد أغلى


و البعض نحبهم و نسعى كي نقترب منهم و نتقاسم تفاصيل الحياه معهم و يؤلمنا الابتعاد عنهم و يصعب علينا تصور الحياه حين تخلو منهم


لأن هؤلاء يكونون غير كل الناس


و البعض نحبهم و نتمنى أن نعيش معهم حكايه جميله


و نفتعل الصُدف كي نلتقيهم ونبكي من اجلهم و نختلق الأسباب كي نراهم



ونتحدث معهم اطول وقت ممكن و نعيش معهم في الخيال أكثر من الواقع الأليم


و البعض نحبهم لكن بيننا و بين أنفسنا فقط


فنصمت برغم ضجيج الصمت وقسوته


فلا نُجاهر بحبهم حتى لهم لأن ذلك يكون اعذب أنواع الحب


و البعض نحبهم لأنهم أمامنا ولأننا لا نجد سواهم فهم ضمن بوتقتنا ومحيطنا و حاجتنا إلى الحب تدفعنا نحوهم.....


اي تعودنا عليهم فالأيام تمضي والعمر ينقضي والزمان لايتوقف


ويتعبنا ان نكون بلا رفيق او صديق او حبيب و البعض نحبهم لكننا لا نجد صدى لهذا الحب في قلوبهم ..


فننهار ؛؛؛؛


وننكسر


و نتخبط في حكايات فاشله


فلا نكرههم ؛؛؛؛؛؛


ولا ننساهم
فنحن لا نختار من نحب وبالتالي لا نستطيع ان نمنع من يحبنا